تعد المرحلة الدراسية الأولى من أهم المراحل في حياة طفلك فيها ينتقل من مرحلة التسلية واللعب إلى مرحلة التعلم والاستكشاف، وجمع المعلومات وبناء الأحلام والآمال، فتتعدد المشاعر ويختلط حب المغامرة مع التوتر ويتضافر الحماس مع الخوف.

في هذا المقال نقدم لك نصائح مهمة تساعدك على الأخذ بيد طفلك لتخطي عتبة الخوف وضمان انطلاقه نحو المستقبل بثقة وإيجابية.

  1. عزز مهارات التواصل لدى طفلك في مراحله التعليمية المبكرة

تعتبر مهارة التواصل مع الآخرين من أهم العوامل التي تساعد طفلك على التفاعل مع بيئته، خصوصًا في المراحل الأولى، فمجرد امتلاكه لمهارة الاستماع والتعبير سيساعده على بناء علاقات اجتماعية جيدة، وقدرة على التعبير عن احتياجاته ومشاعره بشكل أفضل، بالإضافة إلى أنه يزيد من ثقته بنفسه.

إن مهارات التواصل الفعالة تمكّن طفلك من حل المشكلات والتعامل مع التحديات بفعالية، ولتعزيز هذه المهارات يمكنك تقديم الدعم له من خلال الاستماع الجيد له، وتشجيعه على التعبير عن أفكاره بحرية وطلاقة، وتقديم التوجيه عن كيفية التعبير بشكل لبق ومفهوم باستخدام عبارات ملائمة.

  1. حفز طفلك على الاستقلال بذاته منذ الصغر

الاستقلال بالذات من الأشياء المهمة التي يجب أن تكون في شخصية طفلك، فهي تهدف إلى تشجيعه على أداء المهام واتخاذ القرارات التي تخصه بنفسه، بالإضافة إلى كونها تمنحه الثقة بنفسه.

يمكن أن تعزز هذه المهارة عند طفلك من خلال بعض الأفكار البسيطة، نذكر لك بعضها: 

  • أداء المهام اليومية: خصص مهام يومية يقوم بها طفلك و شجعه على أدائها، مثل ترتيب السرير وتنسيق حقيبته المدرسية والتخلص من الأوراق غير اللازمة على المكتب.
  • اتخاذ القرارات الصغيرة: مثل اختيار الملابس التي سوف يرتديها طفلك، أو اختيار عنوان القصة التي سيقرأها، هذه الاختيارات على صغرها إلا أنها تساهم بشكل فعال في بناء ثقته بنفسه 
  • العناية الشخصية: شجع طفلك عليها من خلال حثه على غسل اليدين بشكل منتظم، وتنظيف الأسنان وتناول الطعام دون مساعدة الكبار، كلها أمور روتينية لكنها تستطيع بناء وتحسين ثقة طفلك بنفسه.
  • التحفيز الإيجابي: من الجيد تقديم المكافآت واستخدام عبارات الثناء والتحفيز تجاه سلوك طفلك عندما يقوم بمهمة ما بالاعتماد على نفسه، فهذا يشجعه على تكرار السلوك الإيجابي.
  • تقديم المساعدة عند الحاجة: بالإضافة إلى التشجيع الدائم على الاستقلال، يجب أن يدرك طفلك أنك موجودة ومتاح عند الحاجة ويمكنه اللجوء للمساعدة متى احتاجها. 
  1. مراقبة التغذية الصحية لطفلك

يعتبر الاهتمام بغذاء طفلك من الأمور الأساسية التي تساهم بدعم صحته ونموه والمحافظة على تركيزه ومهاراته، ففي المراحل التعليمية الأولى يكون جسده سريع النمو وعقله سريع التطور، وهذا النمو والتطور بحاجة إلى عناية بما يتناوله طفلك من مأكولات ومشروبات وبحاجة أيضا لمراقبة كميات السكر التي تدخل جسمه.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤثر التغذية على أدائه الدراسي، حيث تساعده الوجبات الصحية على البقاء متنبه وقادر على التركيز أثناء الدراسة، ويمكن أن تشرح له الفرق بين الغذاء الصحي وغير الصحي حتى يتمكن بنفسه من اختيار الطعام المناسب ويدرك مدى أهمية الاعتناء بغذائه وانعكاسه على صحته.

  1. التعلم من الأخطاء

من المهم أن توصل رسالة لطفلك بأن الخطأ ليس عيبًا أو فشلًا، بل هو جزء من عملية التعلم وفرصة للمحاولة مرة أخرى لذلك يجب تقبل الخطأ ومحاولة إصلاحه دون أن يؤثر ذلك على ثقته بنفسه. 

إن قبول الخطأ من طفلك يعزز ثقته بنفسه ويحفزه على المحاولة مجددا وتطوير مهاراته، كما يجب الانتباه إلى نقطة النقد البناء، فعندما يرتكب طفلك خطأ لا تلمه أو تشعره بالنقص، بل شجعه وأعطه نقدا بناء.

 فبدلا من قول: أنت أخطأت، يمكنك القول: كيف يمكن أن تتصرف في المرة القادمة لتفادي الوقوع في الخطأ نفسه؟. 

ذكر طفلك دوماً بنجاحاته وإنجازاته السابقة مهما كانت صغيرة، فهذا يدفعه للمحاولة مجددا ويعزز ثقته بنفسه.

  1. الحث على التعلم من الآخرين

بعد أن يدرك طفلك أن الخطأ ليس فشلاً أو عيباً، وتعلمه كيف يصحح أخطاءه و يتفاداها في المرات القادمة يمكنك أن تشرح له أيضاً كيف يتعلم من أخطاء الآخرين لتجنب الوقوع بنفس الخطأ فهذا يعزز من روابطه الاجتماعية ويحسن من تواصله مع الآخرين.

وإليك بعض النصائح لتشجيع طفلك على التعلم من الآخرين: 

  • التشجيع على النقاش: يُعدّ تشجيع طفلك على المشاركة والنقاش حول موضوعات مختلفة أمرًا مهمًا لتطوير مهاراته الفكرية والاجتماعية، ويكون ذلك فعالا عند مراعاة:
  • اختيار الموضوع المناسب.
  • طرح أسئلة متعلقة بالموضوع 
  • إثارة الأسئلة لديه ومن ثم تشجيعه على البحث عن إجابات لها.
  • احترام وجهات النظر المختلفة.
  • مناقشة الآراء وتوجيهه للتعبير عنها بوضوح.
  • الاستفادة من التكنولوجيا: يمكن استخدام التكنولوجيا بشكل مفيد وفعال في توجيه طفلك نحو مصادر تعليمية، إليك طريقة القيام بذلك:
  • اختر مصادر تعليمية موثوقة: ابحث عن تطبيقات تعليمية ومواقع تقدم محتوى تعليمي هادف ومناسب لطفلك.
  • راقب الوقت: خصص وقتا للتعلم عن طريق التكنولوجيا لضمان الحصول على الفائدة وعدم ضياع الوقت.
  • تنويع المصادر: استخدم مصادر متنوعة مثل الفيديوهات والألعاب التعليمية و المواقع المخصصة لطفلك، وذلك لتجنب الملل وضمان الحصول على أكبر قدر ممكن من الفوائد.
  • المتابعة والتوجيه: يجب مراقبة وقت طفلك ومتابعته في نشاطاته وتوجيهه لاستخدام التكنولوجيا بما ينفع وفقا للأهداف التي وضعتها.
  1. تعزيز الثقة بالنفس

هي عملية مهمة لتحفيز طفلك على الاهتمام بمستقبله وتحقيق أهدافه وبناء شخصيته، وإليك بعض الأمور التي من الممكن أن تفعلها لتعزز من ثقة طفلك بنفسه، منها:

  • إشعار طفلك بالمحبة: شعور المحبة والقبول يجب أن يبدأ من العائلة فعندما يشعر طفلك أن حوله أناس يحبونه ويتقبلونه بينهم، تزداد ثقته بنفسه وشعوره بأهميته.
  • التشجيع: قدر إنجازاته الصغيرة والكبيرة، وأشعره أن إنجازاته وإن كانت صغيرة فهي تحدث فرقًا وتأثيرًا على من حوله.
  • التحدث بإيجابية: يجب الانتباه لنوع الكلام ونبرة الصوت عند توجيه أي ملاحظة لطفلك، كما يجب تجنب الانتقادات القاسية، فبدلا من قول: “أنت لا تستطيع” يمكن أن نقول: “حاول مرة أخرى”
  • الاستماع الفعال: استمع بعناية لطفلك وشجعه على التعبير عن مشاعره واحتياجاته بحرية.
  • تشجيع النمو الشخصي: اجلس مع طفلك واجعله يحدد أهدافه الشخصية وشجعه على العمل لتحقيقها، فذلك سيجعله أكبر قدرة على تجاوز التحديات وسيزيد من ثقته بنفسه.
  • البحث عن الصداقات الإيجابية: شجع طفلك على اختيار الصداقات وتكوين العلاقات الإيجابية، فهي توفر له جو مليء بالدعم والتشجيع والتعاون.
  1. حل النزاعات بشكل بنّاء

هنا يأتي دور المعلم الذي عليه تفهّم تصرفات الأطفال ومحاولة تعزيز التفاهم فيما بينهم، يمكن استخدام بعض الاستراتيجيات الفعالة للتصرف في حال النزاعات:

  • الاستماع إلى الجميع: عندما يستمع المعلم للجميع فهو يتيح فرصة لجميع الأطفال بالتعبير عن مشاكلهم ووجهات نظرهم، كما يزرع فيهم قيمة احترام الآخرين واحترام وجهات النظر المختلفة.
  • استخدام مهارات التواصل: يمكن استغلال نقطة الخلاف لإفساح المجال لطفلك بالتعبير عن مشاعره وتعليمه كيف يعبر عنها بأسلوب مهذب ولطيف.
  • استخدام قصص تعليمية: يمكن الاستعانة بالقصص التعليمية لتوضيح كيفية حل النزاعات بين بعضهم البعض، وطريقة التعامل معها بشكل إيجابي.
  • البحث عن حلول معا: شجع طفلك على التفكير والبحث عن حلول مشتركة ترضي الجميع، هذه الطريقة تعلمه كيفية التفكير الإيجابي والبحث عن حل لكل مشكلة، والاهتمام بإرضاء جميع الأطراف ونبذ الأنانية والاهتمام بإرضاء النفس فقط.
  1. التفكير بالمستقبل منذ المراحل التعليمية المبكرة 

عليك أن تعزز مفهوم “التفكير في المستقبل” عند طفلك فهذا يشعره أن قراراته اليوم ستؤثر على مستقبله غدًا، كما أنه يطور من مفهوم العواقب لدى طفلك عندما يدرك أن خطأه أو تقصيره سيؤثر على مستقبله.

يلعب الكبار مثل الوالدان والمعلمون دورًا هامًا في تعزيز هذا المفهوم. حيث يمكنهم توجيه الطفل وتقديم أمثلة واقعية على كيفية التفكير في المستقبل عن طريق: 

  • قصص التحفيز: استخدم قصصا تحفيزية لأشخاص ناجحين، وتكلم عن العوائق التي واجهتهم في رحلتهم نحو تحقيق الهدف.
  • التحدث عن الأهداف: يمكنك التحدث عن الأهداف مع طفلك منذ سن مبكرة، وقد يكون الهدف شيء قريب يستطيع تحقيقه مثل اجتياز اختبار، أو الفوز في لعبة هادفة، وبعد ذلك يمكن التحدث معه عن أهداف أبعد مثل: ماذا ستصبح مستقبلا؟ 
  • إثارة الفضول عند الطفل: شجع طفلك على طرح الأسئلة ومناقشتها، واستكشاف الأماكن الجديدة، يمكنك أيضا القيام بالتجارب العلمية البسيطة أمامه ودعوته إلى تجربتها بنفسه.
  • الاستماع الفعال: استمع لطفلك بعناية وأشعره أن حديثه مهم وأنك تتفهم ما يمر به.
  • التعرف على المهن المختلفة: تحدث مع الطفل عن مجموعة متنوعة من المهن والوظائف المختلفة، دون التقليل من أهمية مهنة معينة أو الرفع من شأن مهنة أخرى، لاحظ ميوله وشجعه فقد يوجد الإبداع ويتحقق النجاح في أي مهنة كانت، تستطيع استخدام القصص أو الفيديوهات التعريفية عن المهن المختلفة لتوسيع أفقه وتحديد خياراته المستقبلية.
  1. التخطيط لليوم التالي

هذه العادة تساعد طفلك على بناء مهارات الاستقلالية والتنظيم والمسؤولية، فيمكن أن تشجع طفلك على تحديد الأنشطة التي يجب عليه القيام بها في اليوم التالي، ويمكن تدريبه على التحضير لليوم الدراسي التالي عن طريق إفراغ حقيبته المدرسية ووضع الكتب واللوازم الضرورية في مكانها.

وهذا يساعد طفلك في التدرب على كيفية البحث عن أمور هامة تحتاج إلى الاهتمام بها في اليوم التالي مثل حل واجبات المدرسة أو مساعدة الوالدين أو ممارسة الأنشطة.

  1. توفير بيئة دراسية في المنزل

للبيئة المحيطة دور مهم جدا في عملية تعلم الطفل وتطوره لذا من الواجب على الأهل توفير بيئة دراسية صالحة للأطفال في منازلهم، وذلك عن طريق:

  • اختيار المكان المناسب: حدد مكانا هادئا في المنزل يمكن لطفلك أن يدرس فيه دون تشتت.
  • اختيار الأثاث المناسب: مثل اختيار طاولة بارتفاع مناسب وكرسي مريح.
  • تنظيم المكان: يجب تنظيم وترتيب المكان بشكل جيد لضمان وصول طفلك لأدواته التي يحتاجها بسهولة وأمان.
  • التحفيز والتشجيع: يمكن وضع لوحات تحفيزية أو عبارات تشجيعية على الجدران وفوق المكتب أو حتى رسومات قام طفلك برسمها، فهذا سيساعده على بناء ثقته بنفسه.
  • التخطيط للوقت: يجب على الطفل إدراك أهمية الوقت منذ الصغر، فذلك يساعده على تحقيق مهامه اليومية بنجاح ويساعده مستقبلاً على تحقيق أهدافه.
  • الاستراحات القصيرة: لا تنسَ تخصيص فترات قصيرة بين الدروس للراحة والاسترخاء، فالاستراحة تساعد على تجديد الطاقة والتركيز والدراسة بفعالية أكبر.
  • الاهتمام بالصحة العامة: تأكد من حصول طفلك على قسط كاف من النوم وغذاء صحي وممارسة نوع من الرياضة، فالصحة الجيدة تلعب دورًا هامًا في تحقيق النجاح الدراسي. 
  • توفير مساحة خاصة للدراسة والتعلم: يُفضل توفير مكان مخصص للتعلم بعيداً عن المشتتات كالتلفاز وألعاب البلايستيشن والأجهزة اللوحية وغيرها، لضمان جو هادئ ومناسب يحقق لطفلك الاستفادة بالشكل الأمثل.
  • شرح المهام المطلوبة: يجب عليك شرح المهام المطلوب إنجازها من طفلك بوضوح حتى يكون على علم بما يجب عليه فعله، هذا سيسهل عليه عملية التعلم ويشعره بالثقة والقدرة على إنجازها، وفي حال واجه أي صعوبة رحب بمساعدته والإجابة عن جميع استفساراته.

أخيرًا، أطفالنا هم أمل الغد.. وإن المراحل التعليمية المبكرة بداية جديدة تتطلب دعما وصبراً، حيث يتجه الأطفال نحو مستقبلهم بأمل وتفاؤل، والدور الذي نلعبه نحن الأهل والمعلمين في هذه المرحلة يمكن أن يحدد مسار تجربتهم التعليمية، لذا علينا تقديم الدعم والتوجيه والحب، ونعدّ أنفسنا لدعم أطفالنا في كل مرحلة من مراحل رحلتهم التعليمية.